top of page

التاريخ يعيد نفسه

قبل أربعين سنة و بعد خروج القوات الفرنسية من المغرب و بقاء القوات الاسبانية بقيادة الجنرال فرانكو في المناطق الجنوبية للمملكة. كان ملف الصحراء  يطبخ في دهاليز الامم المتحدة و محكمة لاهاي الدولية, مما أعطى للملك الراحل الحسن التاني طيب الله تراه وقتا لتفكير مليا في مستقبل جزءا لايتجزء من عرش أسلافه الميامين. عندها أوحى الله تعالى على خادم عرش الدولة العلوية الشريفة فكرة لاتخطر على بال أحد 

 

اجتمع الملك الحسن التاني رحمه  الله بكاتم أسراره من ضباط سامون من القوات المسلحة الملكية, طالبا منهم في وقت وجيز وسرية تامة, دراسة شاملة في ما يخص النقل و اللوجيستيك لازيد من 35 ألف نسمة  لترحالها و مبيتها و مأكلها و مشربها و كل صغيرة و كبيرة يحتاجون اليها, ودالك من أجل حدت فريد لم يشهد مثيلا له في ألفيتناو يسجله التاريخ برمل صحراء لاتمحو الرياح بريق أثاره. انها المسيرة الخضراء المضفرة, التي أكدة قوة أواصل اروابط بين العرش و الشعب , وبين وحدة المناطق الشمالية و الجنوبية للمملكة تحت شعار الله الوطن الملك. كان هدا الخبر لا يتجاوز رقعة  ضل قبة القصر والعارفبن بخباياه, لما أنجزت الدراسة بأسابيعة قليلة و الضباط القوات المسلحة الملكية على قدم و ساق لترتيب و تأطير عملهم تحت أوامر قائدهم الأعلى لانجاح هدا الحدث العضيم. من جهة أخرى كانت هيئة القضاة بمحكمة لاهاي المكلفة بملف الصحراء يبحثون عن شيء لانصاف هده القضية لم تجده الأمم المتحدة حتى الأن

 

اتسعت رقعت الخبر الى أعضاء الحكومة, حيث أخبر القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية وزرائه و بدأت ملامح المسيرة الخضراء تضهر على أرض الواقع. فاجأ الخطاب التاريخي لجلالة الملك الراحل يوم 5 نونبر 1975 الأصدقاء قبل الأعداء, فعنصر المفاجأة و التنضيم و التأطير تحت قيادة حكيمة تعرف أهدافها و خطواتها و نضرتها البانورامية للقضايا كان له دور أساسي في انجاح هدا الحدث و ضرب سرب من الأشرار بحجرة واحدة

 

لقد سجل التاريخ أن الراحل الحسن التاني طيب الله ثراه, كان يسير  خلية نحل من الضباط في مركز قيادة المسيرةبقصر مراكش ويراقب مسار المسيرة و كل التفاصيل وما تمخضت عنه المفاوضات في المنضمات العالمية كما يسير المايسترو الاوركيسترا, فكل شيئ كان يسير بنغم متناسق و منسجم

 

بعد الخطاب الملكي السامي تهاطلت الأمواج والأفواج البشرية للانخراط في الزحف على أرض من أرضهم و ليصلو الرحم بأخوانهم بالصحراء, وماهي الا أيام معدودة حتى عبرة تلك الافواج الحدود الوهمية و انسجمت الأمواج البشرية بالكثبان الرملية و التحمة  دموع الفرح بحبات المل الدافئة

 

صلى أمير الصحراء الحسن التاني طيب الله مثواه ركعتين تحية لله عز وجل  و خرج المستعمر منهزما منهمكا و متعجبا في قوة أواصل الروابط بين الملك و الشعب , كما اكتفى جيرارنا بالنضر فقط و شرب كؤس المرارة تارتا و تارتا أخرى كؤس الجعة لنسيان دالك الحدث العضيم, حدث المسيرة الخضراء المضفرة التي أنهت عقودا من الاستعمار و الاستغالال, التي لن تمحى من مخيلاتهم أبدا

 

و تخليدا لدكرى الأربعين للمسيرة الخضراء هانحن وراء ملكنا الهمام يستكمل مسيرة أسلافه الميامين, بتدشين مرحلة تنمية الأقاليم الجنوبية قوامها أزيد من 40 مليون نسمة و 7700 مليار سنتيم و 140 ألف منصب شغل مباشرة و ضعفها غير مباشرة, بينما جيراننا لايزالون كالمومياءات ينضرون و قلوبهم ملئت حقدا و حسدا

 

و  على غرارا لهدا و تكريسا لدستور 2011 و مامنحه من دور فعال للمجتمع المدني لاشراكه لدفع بمسيرة التنمية البشرية وبمبادرة من شباب مدينة المهدية, أسست بعض الجمعيات كجمعية منتدى التواصل و التنمية و شبكة جمعيات قصبة المهدية.

تخليدا لمناسبة الاربعين للمسيرة الخضراء الميمونة تتقدم مختلف الجمعيات و هيأت الحقوقيةو  المجتمع المدني بمدينة المهدية بأحر التهاني و أغلى الأماني الى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده, راجين من الله تعالى أن يعيد أمتال هده الدكرى التي بصمت تاريخ المغرب المعاصر و كشفت حقيقة الأعداء و الخائبين و رسمت خريطة وحدته الترابية على جلالته و يقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن و يشد أزره بأخيه مولاي الرشيد و كافة الأسرة العلوية باليمن و البركات و أن يدخل شهداء المغرب الأحرار في غمد رماته وعلى الشعب المغرب قاطبة بمزيد من الأزدهار و التقدم و الأستقرار

 

و في الأخير نمدكم بصور الاحتفال

 

عتمان طاهر

جمعية منتدى التواصال و التنمية

bottom of page